دع الأيام تفعل ما تشاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ ××× وَطِبْ نَفساً إذَا حَكَمَ
الْقَضاءُ
وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثة الليالي ××× فَمَا
لِحَوَادِث ِ
الدُّنْيَا بَقَاءُ
وَكُنْ رَجلاً عَلَى الأَهْوَال ِ جَلْداً ××× وَشِيْمَتُ كَ السَّمَاحَ ةُ وَالْوَفَا ءُ
وإنْ كَثُرَتْ عُيُوبكَ في الْبَرَايَ ا ××× وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَا ء فَكُلُّ عَيْب ××× يُغطِّيهِ ـ كَمَا قِيلَ ـ
السَّخَاءُ
وَلا تُر للأَعَادِي
قَطُّ ذُلاًّ ××× فَإِنَّ شَمَاتَةَ الأعْدَا بَلاَءُ
وَلا تَرْجُ السَّماحَة َ
مِنْ بَخِيلٍ ××× فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ
وَرِزْقُكَ لَيْسَ
يُنْقِصُهُ
التَأَنِّي ××× وَلَيْسَ يَزِيدُ
في الرِّزْقِ الْعَنَاءُ
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ ××× وَلا بُؤْسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخَاءُ
إذَا ما كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوع ××× فَأَنْتَ وَمَالِكُ الدُّنْيا
سَوَاءُ
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِه ِ الْمَنَايَ ا ××× فَلا أَرْضٌ تقيه وَلا سَمَاءُ
وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ وَلَكِنْ ××× إذَا نَزَلَ الْقَضَا ضاقَ
الْفَضَاءُ
دَعِ الأَيَّامَ
تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ ××× فَمَا يُغْني عَنِ المَوتِ الدَّوَاءُ
2- لا تهزاء بالدعاء
أَتَهْزَأُ
بِالدُّعَا ءِ
وَتَزْدَرِ يهِ ××× وَمَا تَدْرِي
بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ
سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ ××× لَهَا أَمَدٌ وَللأمَدِ
انْقِضَاءُ
3- هكذا الحظ
تَمُوتُ الأُسْدُ في الْغَابَات ِ جُوعاً ××× وَلَحْمُ الضَّأْنِ
تَأْكُلُهُ
الْكِلاَبُ
وَعَبْدٌ قَدْ يَنامُ عَلَى حَرِيرٍ ××× وَذُو نَسَبٍ
مَفَارِشُه ُ
التُّرَابُ
3- الحلم سيد الخلاق
إذَا سَبَّنِي نَذْلٌ تَزَايَدْت ُ رِفْعةً ××× وَمَا الْعَيْبُ إلاَّ أَنْ أَكُونَ
مُسَابِبُه ْ
وَلَوْ لَمْ تَكْنْ نَفْسِي عَلَيَّ عَزِيزَةً ×××
لَمَكَّنْت ُها مِنْ كُلِّ نَذْلٍ
تُحَارِبُه ُ
وَلَوْ أنَّني أسْعَى لِنَفْعِي وجدْتَني ××× كَثِيرَ التَّواني للذِي
أَنَا طَالِبُهْ
وَلكِنَّني أَسْعَى
لأَنْفَعَ صَاحِبي ××× وَعَارٌ عَلَى الشَّبْعَا نِ إنْ جَاعَ صَاحِبُهْ
يُخَاطِبني السَّفيهُ
بِكُلِّ قُبْحٍ ××× فأَكْرَهُ أنْ أكُونَ لَهُ مُجيبَا
يَزِيدُ سَفَاهَةً فأزِيدُ حِلْماً ××× كَعُودٍ زَادَهُ
الإِحْرَاق ُ طِيبَا
إذَا نَطَقَ السَّفِيهُ فَلاَ تُجَبْهُ ××× فَخيْرٌ مِنْ
إجَابَتِهِ
السُّكُوتُ
فإنْ كَلَّمْتَه ُ
فَرَّجْتَ عَنْهُ ××× وَإنْ خَلَّيْتَه ُ
كَمَداً يَمُوتُ
سَكَتُّ عَنِ السَّفِيهِ
فَظَنَّ أنَّي ××× عَييتُ عَنِ الجوَابِ وَمَا عَيِيتُ
4- خلق الرجال
وَمَنْ هَابَ الرِّجَالَ تَهيَّبُوه ××× وَمَنْ حَقَرَ الرِّجالَ فَلَنْ يُهابا
وَمَنْ قَضَتِ الرِّجالُ لَهُ حُقُوقاً ××× وَمَنْ يَعْصِ
الرِّجَالَ فَما أصَابَا
5- اخلاق المسلم
لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ ××× أرَحْتُ نَفْسِي
مِنْ هَمِّ الْعَدَاوَ اتِ
إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ ××× لأِدْفَعَ الشَّرَّ عَنِّي
بِالتَّحِي َّاتِ
وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَا نِ أُبْغِضهُ ××× كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي
مَحَبَّاتِ
النَّاسُ داءٌ وَدَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ ××× وَفي اعْتِزَالـ همُ قطْعُ الْمَوَدَّ اتِ
6- اداب العلم
اصْبِرْ عَلَى مُرِّ الْجَفَا مِنْ مُعَلِّمٍ ××× فَإنَّ رُسُوبَ
الْعِلْمِ في نَفَراتِهِ
وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّ مِ ساعةً ××× تَجَرَّعَ ذُلَّ الْجَهْلِ طُول حَيَاتِهِ
وَمَنْ فَاتَهُ التَّعْلِي مُ وَقتَ شَبَابِهِ ××× فَكَبِّر عَلَيْهِ أَرْبَعاً
لِوَفَاتِه ِ
وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى ××× إذَا لمَ يكُونا لا
اعْتِبَارَ لِذَاتِه
7- الصمت حكمة
قَالُوا سَكتَّ وَقَد خُوصِمْتَ قُلْتُ لَهُمْ ××× إنَّ الجَوابَ لِبَابِ
الشَّرِّ مِفْتاحُ
وَالصَّمتُ عَنْ جَاهِلٍ
أَوْ أحْمَقٍ شَرَفٌ ××× وَفيهِ أيْضاً لِصَوْنِ الْعِرْضِ إصْلاَحُ
أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتةٌ؟ ×××
والْكَلْبُ يُخْسَى لَعَمْري وهْوَ
نَبَّاحُ
8- اخلاق الناس
لَيْتَ الْكِلاَبَ
لَنَا كَانَتْ مُجَاورَةً ×××
وَلَيْتَنَ ا لا نَرَى مِمَّا نَرَى
أَحَدَا
إِنَّ الْكِلاَبَ
لَتَهْدي في مَوَاطِنِه َا ×××
وَالْخَلْق ُ لَيْسَ بهَادٍ، شَرُّهُمْ
أَبَدَا
فَاهرَبْ بِنَفْسِكَ وَاسْتَأْن ِسْ بِوِحْدتهَ ا ××× تَبْقَ سَعِيداً إِذَا مَا كنْتَ
مُنْفَرِدَ ا
9- عداوة الحساد
كلُّ العداوةِ قد تُرْجى مَوَدَّتُه َا ××× إلاَّ عداوةَ من عَادَاكَ عن حَسَدِ
10- تقوى الله
يُريدُ الْمَرْءُ أَنْ يُعْطَى مُنَاهُ ××× وَيَأْبَى اللَّهُ إلاَّ مَا
أرَادَا
يَقُولُ الْمَرْءُ فَائِدَتِي وَمَالي ××× وَتَقْوَى اللَّهِ أَفْضَلُ مَا
اسْتَفَادَ ا
11- في الأسفار خمس فوائد
تَغَرَّبْ عَن لأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى ××× وَسَافِرْ فَفِي
الأَسْفَار ِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِساب ُ مَعِيشَةٍ ××× وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ،
وَصُحْبَةُ مَاجِد
12- جنان الخلد
يا مَنْ يُعَانِقُ دُنْيَا لا بَقَاءَ لَهَا ××× يُمسِي
وَيُصْبِحُ في دُنْيَاهُ سَفَّارا
هَلاَّ تَرَكْتَ لِذِي الدُّنْيَا مُعَانَقَة ً ××× حَتَّى تُعَانِقَ في
الْفِرْدَو سِ أبْكَارَا
إنْ كُنْتَ تَبْغي جِنَانَ الخُلُدِ تَسْكُنُها ××× فَيَنْبَغِ ي لكَ أنْ لا تَأْمَنَ النَّارا
13- المرء خبير بنفسه
ما حك جلدَك مثلُ ظفرِك ××× فتولَّ أنتَ جميعَ أمرك
وإذا قصدتَ لحاجةٍ ××× فاقصدْ لمعترفٍ بفضلِك
14- وحدي للعبادة
إذَا لَمْ أجِدْ خِلاًّ تَقِيَّاً فَوِحْدَتي ××× ألَذُّ وَأشْهَى مِنْ غَوِيٍّ
أُعَاشِرُه
وَأَجْلِسُ وَحْدِي
لِلْعِبَاد َةِ آمِناً ××× أقَرُّ
لِعَينِي مِنْ جَلِيسٍ أُحَاذِرُه
15- رحمتك اللهم
قَلْبِي بِرَحَمتِك َ اللَّهُمَّ ذُو أُنُسِ ××× في السِّرِّ
وَالْجَهْر ِ
وَالإِصْبَ احِ
وَالْغَلَس ِ
وَمَا تَقَلَّبْت ُ
مِنْ نَوْمِي وَفي سِنَتى ××× إلاَّ وَذكْرُكَ بَيْن النَّفَسِ
وَالنَّفَس ِ
لَقَدْ مَنَنْتَ عَلَى قَلْبي بِمَعْرِفَ ةٍ ××× بِأنَّكَ اللَّهُ ذُو الآلاءِ
وَالْقَدْس ِ
وَقَدْ أَتَيْتُ ذُنُوباً أَنْتَ تَعْلَمُها ××× وَلَمْ تَكُنْ فَاضِحي فِيهَا بِفِعْلِ مسي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِذِكْرِ الصَّالِحِ ينَ وَلا ××× تَجْعَلْ عَلَيَّ إذاً في الدِّينِ مِنْ
لَبَسِ
وَكُنْ مَعِي طُولَ دُنْيَايَ وَآخِرَتي ××× وَيَوْمَ حَشْرِي بِما
أَنْزَلْت في عَبَس
16- طريق النجاة
يَا وَاعِظَ النَّاسِ عَمَّا أنْتَ فَاعِلُهُ ××× يَا مَنْ يُعَدُّ
عَلَيْهِ العُمْرُ بِالنَّفَس ِ
احْفَظْ لِشَيْبِكَ
مِنْ عَيْب يُدَنِّسُه ُ ××× إنَّ
البَيَاضَ قَلِيلُ الْحَمْلِ لِلدَّنَسِ
كَحَامِلٍ لِثِيَابِ النَّاسِ يَغْسِلُهَ ا ××× وَثَوْبُهُ غَارِقٌ في الرِّجْسِ وَالنَّجَس
تَبْغي النَّجَاةَ
وَلَمْ تَسْلُكْ طَرِيقَتَه َا ×××
إنَّ السَّفِينَ ةَ لاَ تَجْرِي عَلَى
اليَبَسِ
رُكُوبُكَ النَّعْشَ يُنْسِيكَ الرُّكُوبَ عَلى ××× مَا كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْ بَغْلٍ وَمِنْ فَرَسِ
يَوْمَ القِيَامَة ِ لاَ
مالٌ وَلاَ وَلَدٌ ××× وَضَمَّةُ القَبْرِ تُنْسي لَيْلَةَ العُرسِ
17- العلم نور
شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي ×××
فَأرْشَدَن ِي إلَى تَرْكِ المعَاصي
وَأخْبَرَن ِي بأَنَّ
العِلْمَ نُورٌ ××× وَنُورُ اللَّهِ لا يُهْدَى لِعَاصِي
18- أحب الصالحين
أُحبُّ الصَّالِحِ ينَ
وَلسْتُ مِنْهُمْ ××× لَعَلِّي أنْ أنَالَ بهمْ شَفَاعَهْ
وَأكْرَهُ مَنْ تِجَارَتُه ُ المَعَاصِي ××× وَلَوْ كُنَّا سَواءً في البضَاعهْ
19- أداب الناصح
تَعَمَّدني
بِنُصْحِكَ في
انْفِرَادِ ي ×××
وَجَنِّبْن ِي
النَّصِيحَ ةَ في
الْجَمَاعَ ه
فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ ××× مِنَ
التَّوْبِي خِ لا أرْضَى
اسْتِمَاعَ ه
وَإنْ خَالَفْتنِ ي
وَعَصَيْتَ قَوْلِي ××× فَلاَ تَجْزَعْ
إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَه
20- الرجا سلم لعفو الله
إليك إلـه الخلق أرفع رغبتي ××× وإنْ كنتُ ياذا المنِّ والجودِ مجرمَا
وَلَمَا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي ××× جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي
لِعَفْوِكَ سُلّمَا
تَعَاظمَنِ ي ذنبي
فَلَمَّا قَرنْتُه ××× بِعَفْوكَ رَبي كَانَ عَفْوَكَ أَعْظَما
فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ ××× تَجُودُ
وَتَعْفُو مِنَّةً وَتَكَرُّم َا
فَلَولاَكَ لَمْ
يَصْمُدْ لإِبْلِيسَ عَابِدٌ ×××
فَكَيْفَ وَقَدْ أغْوى صَفيَّكَ آدَمَا
فيا ليت شعري هل أصير لجنةٍ ××× أهنا وأما للسعير فأندما
فَللَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إنَّهُ ××× تفيض لِفَرْطِ الْوَجْدِ أجفانُهُ
دَمَا
يُقِيمُ إذَا مَا الليلُ مَدَّ ظَلاَمَهُ ××× عَلَى نَفْسِهِ مَنْ شِدَّةِ
الْخَوفِ مَأْتمَا
فَصِيحاً إِذَا مَا كَانَ فِي ذِكْرِ رَبِّهِ ××× وَفِي مَا سِواهُ فِي
الْوَرَى كَانَ أَعْجَمَا
وَيَذْكُر أيَاماً مَضَتْ مِنْ شَبَابِهِ ××× وَمَا كَانَ فِيهَا
بِالْجَهَا لَةِ أَجْرَمَا
فَصَارَ قَرِينَ الـهَمِّ طُولَ نَهَارِهِ ××× أَخَا السُّهْدِ
وَالنَّجْو َى إذَا اللَّيلُ أظلَمَا
يَقُولُ حَبيبي أَنْتَ سُؤْلِي وَبُغْيَتِ ي ××× كَفَى بِكَ للرَّاجِين َ سُؤْلاً وَمَغْنَمَ ا
أَلَسْتَ الَّذِي غَذَّيتني وهديتَنِي ××× وَلاَ زِلْتَ مَنَّاناً
عَلَيَّ وَمُنْعِمَ ا
عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَان ُ يَغْفِرُ زَلَّتي ××× وَيَسْتُرُ أَوْزَارِي وَمَا قَدْ تَقَدّما
تعاظمني ذنبي فأقبلتُ خاشعاً ××× ولولا الرضا ما كنتَ يا ربِّ مُنْعما
فإن تَعْفُ عني تَعْفُ عن متمرِّدٍ ××× ظَلُومٍ غَشُومٍ لا يزايلُ مأثما
فإن تستقمْ منيَ فلستُ بآيسٍ ××× ولو أدخلوا نفسي بجُرْم جهنَّما
فجرمِي عظيمٌ من قديم وحادثٍ ××× وعفوُك يأتي العبدَ أعلى وأجْسَما
حَواليَّ فضلُ اللَّه من كل جانب ××× ونورٌ من الرحمن يفترش السَّمَا
وفي القلب إشراقُ المحبِ بوصلهِ ××× إذا قارب البشرى وجاز إلى
الحمى